من يتعب أكثر الرجل أم المرأة في العلاقة الزوجية ؟ إن الحديث عن التعب في العلاقة الزوجية يتطلب نظرة شاملة تشمل الجوانب الجسدية والنفسية على حد سواء، فمن الناحية الجسدية، قد يبدو أن الرجل يبذل جهدًا أكبر بسبب الأنشطة الجسديّة التي يمارسها، لكنّ المرأة أيضا تتحمّل الكثير من الجهد، فالتغيّرات الهرمونية ومواجهة عوارض الدورة الشهرية، بالإضافة إلى الحمل والولادة، تجعلها تواجه تحديات جسدية تؤثر على تجربتها الجنسية.
تقليدياً، كانت الأعباء المنزلية تقع بشكل أكبر على عاتق المرأة. القيام بالأعمال المنزلية، رعاية الأطفال، وتنظيم الحياة الأسرية كانت ولا تزال من المهام الرئيسية التي تتحملها العديد من النساء. ورغم التقدم في قضايا المساواة بين الجنسين، إلا أن العديد من الدراسات تشير إلى أن المرأة ما زالت تتحمل النصيب الأكبر من هذه المسؤوليات، مما يؤدي إلى شعورها بالإرهاق والتعب بشكل أكبر.
و على الجانب الآخر، يتحمل الرجل في كثير من الثقافات المسؤولية المالية الأكبر للأسرة. توفير مصدر دخل مستقر وضمان الاستقرار المالي يعتبر من المهام التي قد تضع ضغوطاً كبيرة على الرجل. هذا العبء يمكن أن يسبب توتراً وإجهاداً نفسياً، خاصة في الأوقات التي يكون فيها الوضع الاقتصادي صعباً.
حيث المرأة غالباً ما تكون محور العناية العاطفية في الأسرة، حيث تلعب دور الداعم العاطفي ليس فقط للزوج، ولكن أيضاً للأطفال. هذا الدور العاطفي قد يكون مرهقاً جداً، إذ يتطلب توازناً دائماً بين تقديم الدعم العاطفي والحفاظ على صحة النفسية الشخصية.
تتطلّب ممارسة العلاقة الحميمة بذل جهدا بدنيا من كلا الطرفين، وهذا الجهد يختلف باختلاف طبيعة الأجسام والحال الصحية، لذا قد يظهر الرجال قوة بدنية أكبر، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يشعرون بالتعب، فالمرأة، من جهتها، تواجه تحولات جسديّة مرتبطة بالدورة الشهرية، والحمل، والولادة، وكلّها تؤثر على الطاقة والقدرة البدنيّة.
و بالختام لا يوجد جواب قطعي على سؤال من يتعب أكثر في العلاقة الزوجية، إذ يعتمد ذلك على الظروف الفردية لكل علاقة. المفتاح هو التفاهم، التعاون، والتواصل المستمر لضمان أن يشعر كلا الطرفين بالدعم والتقدير في رحلتهما المشتركة.