حزب الله وإسرائيل

مطبات 

تتزايد حدة التوتر على الحدود الجنوبية للبنان والشمالية لفلسطين المحتلة، خاصة بعد تهديد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باتخاذ “القرارات اللازمة” لوقف هجمات حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية في الشمال المحتل. في المقابل، عرض حزب الله في وقت سابق مقاطع مصورة تحت عنوان “لمن يهمه الأمر”، تظهر فيها مواقع عسكرية حساسة، ومصافي النفط في حيفا، ومطار بن غوريون بتل أبيب، وميناء أسدود، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية أخرى. هذه المقاطع جاءت عقب عملية استخباراتية بطائرات مسيرة أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة وحملت اسم “الهدهد”.

حرب حزب الله وإسرائيل

في تسجيل له، صرّح الأمين العام لحزب الله: “إذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط”. وفي 18 يونيو/حزيران، أعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتماد خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان واتخذ قرارًا لتسريع استعدادات القوات على الأرض. أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله كانت ستندلع قبل بضعة أشهر لولا الضغوط الشديدة التي مارستها الولايات المتحدة لمنعها.

من جانبها، أوضحت صحيفة “يسرائيل هيوم” سيناريوهات هجوم حزب الله على إسرائيل، متوقعة أن يحاول الحزب تدمير نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وأكدت جاهزية جنود الاحتياط لمواجهة أي تهديد. يعتقد المراقبون أن هناك انسدادًا في الأفق بشأن عودة المستوطنين إلى منازلهم في الحدود الشمالية، مشيرين إلى أن الحرب هي السبيل الوحيد لتغيير الوضع جذريًا.

أعلن وزير الخارجية الألماني عن نيته زيارة لبنان، مشيرًا إلى أن الوضع على الحدود مع إسرائيل “أكثر من مقلق”.

التوتر على الحدود اللبنانية

فيما يتزايد التوتر بين الطرفين، نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية المقربة من حزب الله النقاط التالية:

  1. تعتبر المقاومة أن أي عملية عسكرية نوعية من جانب العدو إعلانًا للحرب الشاملة، ولن يكون هناك رد محدود بل حرب مفتوحة.
  2. ستسقط الضوابط والمحرمات التي تلزم المقاومة وحداتها بها، مما يعني أن الضرر سيصيب كل شيء، سواء كانت منشآت مدنية أم عسكرية.
  3. تتوفر لدى المقاومة المعلومات اللازمة عن الأهداف الاستراتيجية للعدو، والأسلحة المناسبة لضربها، والجاهزية العالية لتنفيذ الهجمات فورًا.
  4. أي مغامرة عسكرية واسعة من جانب العدو ستنقل جبهة لبنان من جبهة إسناد لغزة إلى جبهة تحرير وتأديب لقوات الاحتلال.
  5. المقاومة اللبنانية، بعد خبرتها الطويلة، لن تتساهل مع عدو قادر على ارتكاب المجازر كما فعل في غزة، وستسعى لإيقاع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
  6. ينبغي على العدو والأميركيين أن يدركوا أن أي عملية خاطفة وكبيرة يمكن أن تقوم بها إسرائيل، لن تصيب كل شيء، وما يبقى سيكون كافيًا لتحقيق ضربات مدمرة في كيان الاحتلال.

الرؤية المستقبلية

يربط حزب الله وقف هجماته المستمرة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول بوقف الحرب على غزة. في ظل التصريحات المتبادلة والتهديدات المتصاعدة، يبقى السؤال المحوري: هل سيتمكن المجتمع الدولي من تهدئة الأوضاع وتجنب اندلاع حرب جديدة، أم أن المنطقة ستشهد تصعيدًا خطيرًا؟