أمينة رزق
أمينة رزق
مطبات

في 24 أغسطس 2003، ودعت مصر والعالم العربي الفنانة القديرة أمينة رزق، التي أثرت الشاشة المصرية بأدوارها المتفردة، وخاصة تجسيدها لدور الأم رغم أنها لم تتزوج أو تنجب طوال حياتها، ما أكسبها لقب “عذراء السينما المصرية” و”راهبة الفن”.

نشأتها وُلدت أمينة رزق في 15 أبريل 1910 بمدينة طنطا، وفقدت والدها وهي في الثامنة من عمرها. بعد وفاته، انتقلت مع والدتها وخالتها إلى القاهرة حيث استقرت في حي روض الفرج. كان للفنانة أمينة محمد علي، خالتها، دور كبير في إدخالها إلى عالم الفن، حيث كانت أمينة الصغيرة تتابع بشغف العروض التمثيلية والغنائية. انتقلت الأسرة فيما بعد إلى شارع عماد الدين، وهناك التحقت أمينة رزق بفرقة يوسف وهبي عام 1924. وكانت انطلاقتها الحقيقية في عمر الرابعة عشر عندما شاركت في مسرحية “راسبوتين” أمام يوسف وهبي، مما أكسبها احترام وتقدير العاملين في المجال الفني الذين لقبواها بـ”ماما أمينة”.

البداية الفنية بدأت أمينة رزق حياتها الفنية في فرقة رمسيس المسرحية التي أسسها يوسف وهبي، ثم التحقت بالمسرح القومي في عام 1943. شغلت مناصب هامة في المسرح الشعبي والمجلس الأعلى لرعاية الفنون والأدب. وقد تركت بصمات واضحة في المسرح، السينما، الإذاعة، والتليفزيون، مما جعلها تستحق لقب “الفنانة القديرة”.

أعمالها شاركت أمينة رزق في العديد من الأعمال المسرحية مع يوسف وهبي، ومن أبرز مسرحياتها في السبعينات “السنيورة” و”إنها حقا عائلة محترمة” بالاشتراك مع فؤاد المهندس وشويكار. وكان آخر أعمالها على خشبة المسرح مسرحية “يا طالع الشجرة” بجانب الفنان أحمد فؤاد سليم.

تجاوزت أعمالها الفنية 280 عملًا، منها 130 فيلمًا و120 عملًا تليفزيونيًا. من أفلامها البارزة: “بداية ونهاية”، “دعاء الكروان”، “العار”، و”الكيت كات”. أما في التليفزيون، فقدمت مسلسلات شهيرة مثل “عمر بن عبد العزيز” و”ضد التيار”.

تكريمها حصلت أمينة رزق على العديد من الأوسمة، منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وأوسمة من المغرب وتونس، بالإضافة إلى جوائز وشهادات تقدير كأحسن ممثلة عن أدوارها السينمائية والمسرحية.

وفاتها رحلت أمينة رزق عن عالمنا في 24 أغسطس 2003 عن عمر يناهز 93 عامًا، بعد صراع استمر لشهرين مع المرض. كانت وفاتها صدمة كبيرة لمحبيها والفن المصري، ولكنها تركت إرثًا فنيًا خالدًا يظل حاضرًا في قلوب محبيها وعشاق الفن.