فيضانات شمال شرق الهند
مطبات

فيضانات مدمرة وانهيارات أرضية تجتاح مناطق شمال شرق الهند مع بداية موسم الأمطار الربيعية هذا العام، مما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة ودمار شامل للبنية التحتية في عدة ولايات من الإقليم.

أثرت الأمطار الغزيرة بشكل خاص على ولاية آسام، حيث تسببت في فيضانات هائلة غمرت أكثر من 2000 قرية على ضفاف نهر براهمابوترا، أحد أكبر أنهار آسيا. تضررت البيوت والبنية التحتية بشكل كبير، مما دفع بأكثر من 300 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم بحثاً عن ملاذ آمن.

فيضانات الهند

في ولاية أروناتشال براديش، المتاخمة للحدود مع الصين، لم تكن الأمطار الغزيرة أقل تأثيراً، حيث تسببت في انهيارات أرضية أدت إلى قطع الطرق وعزل عدد من القرى. تدخلت السلطات المحلية بالتعاون مع الجيش لإنقاذ عشرات الأشخاص الذين علقوا بسبب الفيضانات والانهيارات.

تجاوزت حصيلة الضحايا أكثر من 80 شخصاً حتى الآن في 6 ولايات من الإقليم، بينهم ضحايا للفيضانات والانهيارات الأرضية التي لا تزال مستمرة بسبب استمرار هطول الأمطار.

“نحن نعيش في مأساة حقيقية هذا العام”، قال رئيس وزراء ولاية آسام، هيمانتا بيسوا سارما، في تصريح للصحافة. “الوضع يتطلب جهوداً طارئة لمواجهة هذه الكوارث وإعادة بناء المناطق المتضررة”.

إلى جانب الجهود الإنسانية، شهدت حدائق الحياة في المنطقة محاولات لإنقاذ الحيوانات البرية المهددة بالانقراض من تأثيرات الفيضانات. نقلت حديقة كازيرانغا الوطنية، المعروفة بحيواناتها المهددة بالانقراض، حوالي 2500 حيوان إلى أراضٍ مرتفعة لحمايتهم من الفيضانات المدمرة.

تعد منطقة شمال شرق الهند، وخاصة ولاية آسام، واحدة من أكثر المناطق عرضة للكوارث الطبيعية، وذلك نظراً لموقعها الجغرافي والتضاريسية التي تجعلها عرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية خلال موسم الأمطار الربيعية الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر كل عام.

مع استمرار تغيرات المناخ، يتوقع خبراء أن تتزايد تكرارية هذه الكوارث في المستقبل، مما يستدعي تعزيز الإجراءات الوقائية والتأهيلية لتقليل الخسائر البشرية والمادية في المنطقة المتضررة.

ومع ذلك، تظل الجهود مستمرة لمواجهة الوضع الراهن وإعادة بناء المجتمعات المتضررة، في مشهد يبرز الصمود والتكاتف في مواجهة الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة السكان والحياة البرية على حد سواء.

فيضانات السودان كارثة تقتل المئات وتهدم المنازل .. بخسائر مفجعة