الثقب الأسود في كوكبة العذراء
مطبات

رصد باحثون وعلماء فلك، أمس الأربعاء، نشاطًا مفاجئًا لثقب أسود في مجرة ضمن كوكبة العذراء. أكد العلماء أن الثقب الأسود أصبح أكثر لمعانًا وبريقًا مما كان عليه في عام 2019، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

لغز السطوع المفاجئ
يرى المراقبون أن السبب وراء هذا السطوع المفاجئ غير واضح حتى الآن، لكن التفسير الأكثر ترجيحًا هو أن الثقب الأسود الضخم في مركز المجرة، الذي تزيد كتلته أكثر من مليون مرة عن كتلة الشمس، أصبح أكثر نشاطًا.

تاريخ الرصد
في نهاية عام 2019، لاحظ علماء الفلك زيادة كبيرة في لمعان المجرة، ومنذ ذلك الحين لم تُسجل أي تغييرات حتى الآن، حيث أصبح اللمعان أكبر. يشير المختصون إلى أن اضطراب المد والجزر ربما يكون قصير الأمد، مما يعني أن سطوع المجرة قد لا يدوم سوى بضع مئات من الأيام. ويلفتون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من القياسات لتأكيد هذا الاحتمال.

ما سبب حدوث الثقب الاسود؟

يعتقد الباحثون أنهم يشهدون تغيرات لم يسبق لها مثيل، حيث يُصدر الثقب الأسود الموجود في قلب المجرة لمعانًا شديدًا. وقالت الدكتورة باولا سايز، عالمة الفلك في المرصد الأوروبي الجنوبي في ألمانيا، إن “هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذه الدرجة من اللمعان”.

مراقبة مستمرة وتحليل دقيق
أدى اكتشاف درجة اللمعان في المجرة في 2019 إلى موجة من الملاحظات الجديدة وعمليات التحقق من القياسات المؤرشفة من التلسكوبات الأرضية والفضائية، لفهم المزيد عن المجرة وسلوكها. في أواخر عام 2019، لاحظ فريق من علماء الفلك وجود مجرة غير ملحوظة تُسمى SDSS1335 + 0728، على بعد 300 مليون سنة ضوئية في كوكبة العذراء. تم اكتشاف ارتفاع مفاجئ في سطوع المجرة تلقائيًا بواسطة تلسكوب Zwicky Transient Facility في مرصد بالومار في كاليفورنيا.

زيادة في السطوع
اكتشف العلماء أن سطوع المجرة تضاعف مؤخرًا، حيث أصبحت أكثر سطوعًا بأربع مرات في نطاق الأشعة فوق البنفسجية، وأكثر سطوعًا بعشر مرات على الأقل في نطاق الأشعة السينية. ومع ذلك، لم يستبعد علماء الفلك احتمال وجود نوع من اضطراب المد والجزر، الذي يعني أن نجمًا قد اقترب كثيرًا من الثقب الأسود.

تحديات مستقبلية
قالت سايز إنه “مع البيانات المتوفرة لدينا في الوقت الحالي، من المستحيل أن نعرف الصواب من بين هذه السيناريوهات، ونحن بحاجة إلى الاستمرار في مراقبة المصدر”. هذا يعني أن العلماء سيواصلون مراقبة هذه الظاهرة الفلكية لفهم المزيد عن طبيعة الثقب الأسود وسلوكه، مما قد يسهم في توسيع معرفتنا عن الكون.

هذه التطورات الفلكية تفتح أفاقًا جديدة للدراسة والاكتشاف، وتؤكد أن الكون ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكشفها.