من أشهر الخرافات والأكثر انتشارا وديمومة عبر الأجيال والعصور هي الخرافة المتعلقة بالقطط السوداء. فجميعنا يعتقد أو يؤمن بأن رؤية القط الأسود أو مرافقته في طريق هي عبارة عن حظ سيء أو شؤم كما يسميه البعض.
فما مصدر هذه الخرافة وما سبب بقائها وانتشارها الواسع في معظم بلدان العالم؟
بداية الخرافة
اعتبرت القطط عند المصريين القدماء رموزا للآلهة ونرى ذلك جليا في رسومات المعابد الفرعونية وغيرها من الآثار المصرية التي تكون رؤوسها رؤوس قطط. وارتبطت القطط باليونانية والفلكلور الغربي بالسحر والشعوذة ونرى ذلك في معظم الأفلام أو المسلسلات حتى الكرتونية منها فلا يخلو بيت الساحرة الشريرة من قط يرافقها في كل أعمالها. وقد أعلن البابا غريغوري التاسع في بيان رسمي صدر عن الكنيسة عام 1233بأن القطط السوداء عبارة عن تجسيد للشياطين.
وكرد فعل من سلطة الكنيسة ورجال الدين في الغرب على السحر والسحرة كتهديد حقيقي لهم ولوجودهم، أصبحت السلطة تنظر إلى القطط كنظرتها لأصحابها السحرة.
وفي العصور الوسطى ومع انتشار كل هذه الخرافات حول القطط فقد شاع بين الناس قتل القطط ووصل بهم الأمر إلى إرجاع انتشار الطاعون إلى وجود القطط و لكن ولأن هذا الفرض لم يكن صحيحا ع الإطلاق فقد كانت النتيجة عكسية تماما. فقتل القطط أدى إلى زيادة عدد الفئران وبالتالي انتشار المرض فعلا.
ومع انتقال الشائعات المحيطة بالقطط من عصر لآخر تبلورت فكرة أن السحرة والشياطين يتشكلون على هيئة قطط سوداء واستمرت هذه الفكر حتى عصر النهضة فكان مرور القطة السوداء في طريق أحدهم إشارة إلى سوء الحظ ورغبة أحد السحرة في إلحاق الأذى به.
وكالعادة كانت سلطة الكنيسة هي المستفيد الوحيد من مثل هذه الخرافة والداعم الأول لها ولانتشارها بين الفلاحين وعامة الناس فكل من يرى قط أسود كان الخوف يدفع به إلى كاهن الكنيسة ليدفع مبلغا من المال مقابل تخليصه وتطهيره من أي لعنة قد ألقاها عليه ذلك القط.
وفي محاولة من بعض البلدان لتخليص سكانها من هذه الإشاعة ودعم القطط السوداء على الأخص كونها الأقل جذبا لمربي الحيوانات الأليفة فقد دعت الولايات المتحدة الأمريكية سكانها لتبني القطط السوداء مجانا.
إقرأ أيضا:
سرطان الثدي، الأعراض والأسباب وطرق الوقاية